احترس: مفاجآت الذهب قبل 2026

254
ثلاثة أسئلة مفصلية عن مصير الذهب… ونصائح عملية لكل فئة

إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

في ختام عام 2025، تقف أسواق الذهب عند نقطة حساسة: مكاسب قوية، قمم تاريخية، ثم تراجع مفاجئ يختبر أعصاب المتداولين ويُشعل أسئلة حقيقية لدى المدخرين والمستثمرين. هذه ليست “حلقة نهاية عام” تقليدية؛ بل محاولة لوضع خريطة طريق واضحة عبر ثلاثة أسئلة محورية: ماذا ينتظر الذهب في ما تبقى من 2025؟ ما السيناريو الأقرب لعام 2026؟ وما النصائح العملية لكل من يتعامل مع الذهب بطريقته الخاصة؟

أولاً: مصير الذهب في نهاية 2025… قمم جديدة أم جني أرباح؟

1) القراءة الاقتصادية والجيوسياسية

اقتصادياً، البيئة العامة لا تزال تميل لصالح الذهب. أي توقعات أو إشارات باتجاه خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة عادةً ما تُحسّن جاذبية الذهب كملاذ آمن، لأن تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به تنخفض مع تراجع العوائد.

جيوسياسياً، العالم لا يزال يعيش حالة توتر وعدم يقين، وهي بطبيعتها بيئة “تدعم المعدن الأصفر” وتُبقي الطلب على التحوط قائماً.

2) القراءة الفنية: مفترق طرق واضح

فنيا، سجّل الذهب قمماً قياسية قرب 4525 دولاراً للأونصة قبل أن يشهد تراجعاً مفاجئاً في الساعات الأخيرة. هذا التراجع—من زاوية سلوكية—قد يُقرأ كـ“تصحيح صحي” ما دام ضمن إطار السيطرة وليس انهياراً في الزخم.

لكن السؤال العملي هنا ليس: “هل الذهب قوي؟” بل: “ما شرط العودة للإيجابية؟ وما شرط تحوّل المشهد إلى موجة تصريف؟”

السيناريو الإيجابي (استئناف الصعود):

لن تستعيد السوق نبرة التفاؤل بشكل واضح إلا مع عودة الثبات أعلى 4500 دولار للأونصة. عندها تزداد احتمالات إعادة اختبار القمم وربما محاولة تسجيل قمم جديدة.

السيناريو السلبي (بداية جني أرباح أعمق):

لن نبدأ الحديث الجاد عن موجة جني أرباح مؤثرة إلا في حال كسر الدعم 4400 دولار للأونصة. كسر هذا المستوى قد يفتح الباب لتسارع هابط يُقلّص جزءاً من المكاسب السابقة.

الخلاصة هنا مباشرة: نهاية 2025 تُدار بين مستويين “يفصلان المزاج العام” للسوق: 4500 للعودة للزخم و4400 كبوابة محتملة للتصريف العميق.

ثانياً: مصير الذهب في 2026… لماذا يميل السيناريو لصالحه؟

للإجابة عن 2026 بصورة منطقية، نضع المشهد داخل ثلاثة محاور رئيسية: الفائدة الأمريكية، اتجاه الدولار، والبيئة الجيوسياسية.

1) محور الفائدة الأمريكية

إذا اتجهت السياسة النقدية فعلاً نحو خفض الفائدة، فهذا يميل تاريخياً لمصلحة الذهب. الفكرة ليست رومانسية: الذهب يستفيد عندما تتراجع العوائد الحقيقية ويبحث المستثمر عن تحوط طويل الأجل.

2) محور الدولار الأمريكي: عام ضعف محتمل؟

في 2026، أحد السيناريوهات المرجّحة هو أن يشهد الدولار ضغوطاً أو ضعفاً نسبياً، خصوصاً إن اتجهت السياسة الاقتصادية لدعم قطاعات داخلية أو تحسين تنافسية بعض الصناعات عبر تقليل قوة العملة. أي ميل ضعيف للدولار عادةً ما يمنح الذهب “ريحاً خلف ظهره”، لأن الذهب مُسعَّر بالدولار عالمياً.

3) محور الجيوسياسة: عدم اليقين لم يغادر المشهد

حتى هذه اللحظة، العالم لا يعيش “استقراراً كاملاً”. استمرار توترات أو أزمات مفاجئة يظل عاملاً داعماً للذهب، ليس لأن الذهب يحب الأخبار السيئة، بل لأن المستثمر يحب الأمان حين تزداد المخاطر.

خلاصة 2026

بناءً على تلاقي هذه المحاور الثلاثة، يظل السيناريو الأقرب هو استمرار بريق الذهب في 2026، مع احتمالية رؤية مستويات مرتفعة جداً قد تصل إلى 5000 دولار للأونصة وربما تتجاوزها إذا توافرت عوامل الدعم معاً بشكل متزامن.

ثالثاً: نصائح عملية حسب الفئة… لأن كل شخص يرى الذهب بطريقة مختلفة

الخطأ الشائع أن الجميع يتعامل مع الذهب بالمنطق نفسه. الواقع أن الذهب “أداة واحدة” لكن الاستراتيجية تختلف كلياً بحسب الهدف والزمن.

1) نصائح لمتداولي المنصات

كمتداول منصات، لا يفترض أن يكون سؤالك: “هل الذهب سيصعد أم يهبط؟”

سؤالك الحقيقي: “هل لدي خطة تربحني في الصعود والهبوط؟”

ركّز على إدارة رأس المال قبل التوقعات.

التزم بـ إدارة المخاطر: لا صفقة تستحق كسر نظامك.

حافظ على الانضباط: السوق لا يُكافئ الأذكى، يُكافئ الأكثر انضباطاً.

عدّوك الأول ليس السعر… بل الخوف والطمع.

2) نصائح لمتداولي الكاش (البيع والشراء الدوري)

هذه الفئة تعتمد على التحركات الدورية. النصيحة الأهم: لا تجعل دخولك عاطفياً ولا دفعة واحدة.

ضع خطة شراء وتصفية بمناطق واضحة.

وزّع المراكز: لا تُحرق السيولة في عملية واحدة.

اجعل الدخول مُنظماً ومتدرجاً، والتصريف كذلك.

3) نصائح للمدخرين

المدخر هدفه مختلف تماماً: حماية القوة الشرائية للمال من التضخم.

أنت لست مضطراً لملاحقة الحركة اليومية أو الأخبار قصيرة المدى.

الادخار للذهب “نَفَس طويل”، وتقلبات الطريق لا تُغيّر الفكرة الأساسية.

تاريخياً، الذهب على المدى الطويل حافظ على قيمته عبر أجيال… وهذه هي نقطة المدخر الأساسية.

4) نصائح للمستثمر طويل الأجل في السبائك (7–10 سنوات)

إن كنت مستثمراً لسنوات، فتذكّر: أنت لا تستثمر لشهور.

ثبّت هدفك الزمني أمامك، ولا تجعل “تصحيحاً” يسرق منك قراراً استراتيجياً.

لا تتأثر بموجات الخوف؛ لأن المستثمر الحقيقي يشتري الهدوء لا الضجيج.

الذهب تاريخياً لم يكن أداة “مزاج يومي”، بل أصل تحوطي يحافظ على القيمة عبر الزمن.

خاتمة

عام 2025 كان عاماً مليئاً بالإشارات، والذهب أثبت أنه لا يزال “ملاذاً” حين ترتفع الضبابية. ما بين 4500 كشرط لاستعادة الزخم، و4400 كخط فاصل لجني أرباح أعمق، تظل القراءة الواقعية هي الأفضل: لا إفراط في التفاؤل ولا هلع من التصحيح.

أما 2026، فالمعادلة تميل للذهب إذا التقت ثلاثة عوامل: خفض فائدة، ضعف نسبي للدولار، واستمرار عدم اليقين الجيوسياسي. حينها يصبح الحديث عن مستويات كبيرة—حتى قرب 5000—أمراً منطقياً ضمن سيناريو مدعوم بعوامل متعددة.

تنويه مهم

هذا المقال لأغراض تحليلية واقتصادية فقط، ولا يُعد توصية مباشرة بالشراء أو البيع. قرارات الاستثمار والتداول مسؤولية فردية، ويُنصح دائماً بدمج القراءة الاقتصادية مع خطتك لإدارة رأس المال واستراتيجيتك الخاصة.

면책사항

해당 정보와 게시물은 금융, 투자, 트레이딩 또는 기타 유형의 조언이나 권장 사항으로 간주되지 않으며, 트레이딩뷰에서 제공하거나 보증하는 것이 아닙니다. 자세한 내용은 이용 약관을 참조하세요.