يتحرك خام برنت ضمن نطاق تداول ضيق بالقرب من مستوى دعم أساسي لأكثر من شهرين. ومع استعداد السوق لاختراق حاسم، دعونا نستعرض العوامل المؤثرة والتوقعات المستقبلية.
خلفية جيوسياسية مضطربة
على الرغم من التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يوم الأربعاء الماضي، إلا أن الأوضاع في الشرق الأوسط ما زالت بعيدة عن الاستقرار. فقد أفادت التقارير بوقوع ضربات إسرائيلية على أهداف لبنانية مطلع هذا الأسبوع، مما أبقى التوترات قائمة. على الجانب الآخر، شهدت الصورة العامة للإمدادات بعض التحسن. توقعت وكالة الطاقة الدولية فائضًا يتجاوز 1 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مما أدى إلى تراجع الأسعار. اختتم خام برنت تداولات يوم الجمعة عند مستوى 72.94 دولارًا للبرميل، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 68 دولارًا، مع انخفاض كلا المعيارين بأكثر من 3% خلال الأسبوع. هذا التوجه السلبي تعزز مع تصاعد المخاوف بشأن ضعف الطلب، لا سيما في ظل تراجع احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا الشهر. كما أضافت التهديدات الأخيرة من الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على دول البريكس ضغطًا إضافيًا. فقد عززت هذه التهديدات قوة الدولار الأمريكي، مما جعل النفط المسعّر بالدولار أكثر تكلفة للعملات الأخرى، وزاد من الضغط على مستويات الطلب.
الصورة التقنية: مثلث من التوتر
على الرسم البياني للشموع على أساس أسبوعي, استقرت أسعار النفط بالقرب من أدنى مستويات مارس 2023، والتي تُعد نقطة تحول رئيسية. التراجع الطفيف في سبتمبر دون هذا المستوى شهد تدخلًا من المشترين، ومنذ ذلك الحين، استمرت السوق في حالة تماسك ممتدة. الرسم البياني للشموع على أساس أسبوعي لخام برنت الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
أما على الإطار الزمني اليومي، فيتخذ التماسك شكل نموذج مثلث، حيث يتم ضغط الأسعار ضمن نطاق يضيق تدريجيًا مع تسجيل قمم منخفضة وقيعان أعلى. انخفاض أحجام التداول بشكل متزايد يشير إلى أن السوق تحت ضغط قوي، وقد يكون هناك اختراق كبير قريبًا.
الرسم البياني للشموع على أساس يومي لخام برنت الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
مع اقتراب نهاية هذا الضغط، هناك سيناريوهان محتملان: 1. اختراق صعودي: شمعة ذات جسم طويل تغلق بالقرب من مستوياتها العليا، مصحوبة بزيادة كبيرة في أحجام التداول، قد تشير إلى استعادة المشترين السيطرة. قد تدفع أخبار مثل تمديد خفض الإنتاج من أوبك+ أو ضعف الدولار إلى هذا الاتجاه. 2. كسر هبوطي: إغلاق الأسعار دون مستوى الدعم سيُنهي فترة التماسك الحالية وقد يؤدي إلى تسارع عمليات البيع، خاصةً إذا تزايدت المخاوف بشأن فائض الإمدادات في عام 2025.
الأنظار تتجه نحو أوبك+
سيكون اجتماع أوبك+ المقرر في 5 ديسمبر عاملاً حاسمًا في تحديد الاتجاه التالي للسوق. من المتوقع أن يناقش الاجتماع تأجيل الزيادة المخطط لها في الإنتاج، والتي كانت مقررة في يناير. قد يساهم التأجيل لأجل غير مسمى في تخفيف الضغوط الهبوطية على الأسعار، مما يُعزز احتمالية اختراق صعودي. في الوقت الحالي، السوق في حالة ترقب، حيث يستمر الضغط مع تموضع المتداولين استعدادًا لنتائج هذا الاجتماع الحاسم. جميع الأنظار تتجه نحو أوبك+ بينما يستعد سوق النفط لتحركه القادم.
إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.
إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.